نســب آل الحســــــن
تعيش هذه العائلة في بلدة " بتوراتيج "
وهي بلدة في الكورة من محافظة لبنان الشمالي، وهي
تنتسب إلى الإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب (كرم
الله وجهه).
قدم الجد الأول من مكة المكرمة منذ
القرن السادس الهجري وقد عرف بالحاج يونس الحسن
المكاوي. ويظهر أن هذه العائلة من جملة القبائل التي
استدعيت لحماية الثغور في العصور الأولى للإسلام.
وبالنظر لتقلب الأوضاع السياسية
السائدة خلال العصريين الأموي والعباسي اضطر الأجداد
للركون إلى السكينة حفاظا على أفرادها من الضياع في
متاهات السياسة المتقلبة.
وعندما انتقل الحكم للعثمانيين أعيد
اعتبار العائلة واقتطع لها الأراضي بحدود القرية
الحالية إلى جانب النخلة موطن الأيوبيين.
ثم ما لبثت السلطة التركية أن اقتطعت
للعائلة سبع الأملاك الأميرية المجاورة.
وقد عاشت العائلة طيلة أيام وجودها
وحتى اليوم، على علاقات طيبة مع جيرانها من جميع
الطوائف.
روابط وتحالفات
ولا بد من التنويه إن السنيين الغابرة حفلت بتغيرات
كبيرة في المنطقة من حيث السكان وطوائفهم، إذ إن
منطقة الجبة آي الحدث وحصرون وجوارها بشري ومركز
البطريركية المارونية في الديمان، وكذلك أكثر مناطق
الكورة
والبترون، كانت ملكا للعشائر الشيعية.
وقامت علاقات وثيقة بين هذه العشائر
وعائلة الحســـــــن.
ثم بدأ الوضع الإقطاعي يفرض ذاته فكان
أول من ظهر من آل الحسن "محمـد الحســـن". الذي عقد
حلفاً عشائرياً مع آل الضاهر العائلة المارونية وآل
رعد العائلة السنية في الضنية وهذا الحلف كلن بأن جرح
كل من الثلاثة خنصر يده اليمنى و أسال الدماء وبذلك
أصبح الثلاثة إخواناً ولا تزال المودة قائمة حتى الآن
خصوصاً بين آل الحســن وآل الضاهر ولا تزال الزيارات
متبادلة بينهما ويكنى أي فرد من كلا العائلتين للعائلة
الثانية بابن العم .
السلطنة العثمانية نفذت حكم الإعدام ب "محمد
الحســـن" لرفعه شعائر الوحدة الوطنيـة |
وصدف اثر هذا التحالف أن والي طرابلس
العثماني الحق بعض الجور بآل الضاهر مما حمل محمــد
الحســن إلى مراجعة الوالي مرة تلو المرة، ولكن الوالي
ما كاد يخفف عن آل الضاهر حتى يعود للتضييق عليهم
الأمر الذي حدا بحمـد الحســن إلى الاقتصاص من الوالي
بأن أقدم على قتلة و هو يغادر المسجد من يوم الجمعة
بضربة سيف، مما أدى إلى مطاردة محمـد الحســن وإحراق
القرية وتشريد أهلها.
وقد تمكن محمـد الحســن بوسائل غريبة
من الوصول إلى والدة والي دمشق وتوسطها لدى ابنها فعفا
عنه بشرط عدم الذهاب إلى طرابلــس فعاد إلى بلده
واجتمع شمل العائلة من جديد، إلا أن محمـد الحســـن لم
يطل به الأمر حتى عاد إلى التردد على طرابلس كل يوم
جمعة لأداء الصلاة، فوشى به بعض حاسديه وفي يوم جمعة
بعد الصلاة عندما هم بالخروج من المسجد وجد المسجد
مطوقاً بالجنود فالقي القبض عليه واعدم شنقاً بدون
محاكمة ولا مراجعة بناء لأوامر الباب العالي.
ثم هدأ الحال بعض الوقت إلى أن أقدم
أحد أحفاده بشق عصا الطاعة على السلطنة الأمر الذي أدى
إلى تشريد العائلة من جديد ونسف البلدة.
احتل
آل الحســـن أرفع المناصب السياسية والعسكرية
في لبنان والبلاد العربية أيام الحكم العثماني |
ألقاب ومراكز
بقي الحال بين أخذ ورد إلى أن رضي
الباب العالي وقرب بعض الأجداد، ومنحهم ألقاب " بـك "
و " أغا ". حتى كان أواخر القرن التاسع عشر حيث خرج
إسماعيل بك عن السلطنة فأقدمت من جديد على نسف القرية،
ثم اختارت السلطنة بعض الأفراد لوظائف في الدولة فكان
محمد بك الحسن مستشاراً لدى محكمة الكورة وبعده انتقل
المركز إلى ولده اسعد بك الحسن فتوصل لمركز مستشار لدى
محكمة استئناف بعبدا ثم كثرت المراكز فتخرج من المدرسة
الحربية في استانبول كل من عارف الحسـن الذي أصبح فيما
بعد اللواء عارف باشا الحسن من أحد مؤسسي الجيش
الأردني، وقاسم بك ، ويوسف بك الذي أصبح قائداً
عسكرياً في الجيش العثماني و احمد معين بك الذي أصبح
معاون متصرف جبل لبنان.
وما أن اطل القرين العشرين حتى ازداد
عدد الموظفين واتسع عدد المتعلمين اتساعا قل نظيرة في
الشمال اللبناني بأكمله.
وفي النصف الثاني من القرن العشرين
أصبح
من العائلة القضاة و الضباط والعسكريون والمراقبون
والأطباء، والمهندسون والمدرسون و أصحاب الألقاب
العلمية العالية، بعد سنوات تخصص طوال .
|
 |